التاريخ Sun, Oct 05, 2025

صعوبات الوظائف التنفيذية (التخطيط – التنظيم – ضبط النفس)

صعوبات الوظائف التنفيذية (التخطيط – التنظيم – ضبط النفس)

تُعد الوظائف التنفيذية من أهم القدرات العقلية التي يعتمد عليها الإنسان في إدارة سلوكه وتنظيم حياته اليومية. فهي مجموعة من العمليات الذهنية العليا التي تساعدنا على التفكير المنطقي، ووضع الخطط، وتنظيم المهام، والتحكم في الانفعالات. وعندما يعاني الطفل من صعوبات في هذه الوظائف، يصبح تنفيذ المهام الدراسية أو الحياتية أمرًا معقدًا، مما يؤثر على تحصيله الدراسي وثقته بنفسه.

أولًا: صعوبات التخطيط

التخطيط هو القدرة على تحديد الأهداف ووضع خطوات واضحة للوصول إليها.
الطفل الذي يعاني من ضعف في التخطيط قد:

  • يبدأ المهمة دون أن يعرف المطلوب منه.

  • يضيع وقته في تفاصيل غير مهمة.

  • يشعر بالإرباك عند مواجهة مهام متعددة.

هذه الصعوبة تجعله يبدو وكأنه “لا يعرف من أين يبدأ”، رغم أنه يمتلك الذكاء الكافي.
ولمساعدته، يمكن تقسيم المهام إلى خطوات صغيرة، واستخدام الجداول اليومية أو القوائم المرئية ليشعر بالإنجاز عند إتمام كل خطوة.

ثانيًا: صعوبات التنظيم

التنظيم هو القدرة على ترتيب الأفكار والأشياء والمواعيد بطريقة منطقية.
الطفل غير المنظم قد:

  • يفقد أدواته باستمرار.

  • ينسى واجباته أو مواعيده.

  • يجد صعوبة في ترتيب أفكاره أثناء الكتابة أو المذاكرة.

هذا الاضطراب في التنظيم يجعل الدراسة مجهدة وغير ممتعة.
وللتغلب على ذلك، يمكن استخدام الألوان لتصنيف المواد الدراسية، وتخصيص أماكن محددة للأدوات والكتب، بالإضافة إلى تدريب الطفل على وضع جدول أسبوعي يراجع فيه ما أنجزه.

ثالثًا: صعوبات ضبط النفس

ضبط النفس يعني التحكم في الانفعالات والسلوكيات وردود الفعل.
الأطفال الذين يعانون من ضعف في هذه المهارة غالبًا ما:

  • يقاطعون الآخرين أثناء الحديث.

  • يتصرفون بتسرع دون تفكير.

  • يغضبون بسرعة عند مواجهة مشكلة بسيطة.

هذه السلوكيات قد تخلق مشكلات في الصف أو أثناء التعامل مع الأصدقاء.
ولذلك، يُنصح بتعليم الطفل استراتيجيات بسيطة للتهدئة مثل التنفس العميق، العدّ قبل الرد، أو أخذ استراحة قصيرة قبل اتخاذ القرار.

تأثير صعوبات الوظائف التنفيذية على التعلم

هذه الصعوبات لا تؤثر فقط على الأداء الدراسي، بل تمتد إلى الثقة بالنفس، والعلاقات الاجتماعية، والقدرة على الاستقلالية.
فالطفل يجد صعوبة في التركيز لفترات طويلة، ويشعر بالإحباط عندما لا يستطيع تنظيم أفكاره أو إنهاء واجباته في الوقت المحدد. ومع تكرار الفشل، يبدأ بفقدان الحافز على التعلم ويظهر عليه التوتر والقلق من المدرسة.

طرق المساعدة والتطوير

تحسين الوظائف التنفيذية يحتاج إلى تدريب مستمر ودعم من البيئة المحيطة.
ومن الطرق الفعّالة في ذلك:

  • وضع روتين يومي ثابت يساعد الطفل على الشعور بالأمان والتنظيم.

  • استخدام تذكيرات مرئية مثل الصور أو القوائم.

  • تعليم الطفل تحديد الأولويات والبدء بالمهم قبل الأقل أهمية.

  • تعزيز السلوك الإيجابي من خلال الثناء والمكافآت الصغيرة عند الالتزام والهدوء.

  • التعاون بين الأهل والمعلمين لتطبيق نفس أساليب الدعم داخل المنزل والمدرسة.

خاتمة

إن صعوبات الوظائف التنفيذية لا تعني الفشل، بل هي تحدٍّ يمكن التغلب عليه بالتدريب والصبر. فكل طفل يمتلك القدرة على التطور عندما يحصل على التوجيه الصحيح. ومع مرور الوقت والممارسة، يتعلم الطفل كيف يخطط، ينظم، ويتحكم في سلوكه، ليصبح أكثر استقلالًا وثقة في نفسه. إن الاستثمار في تنمية هذه المهارات ليس فقط لتحسين الأداء الدراسي، بل لبناء شخصية قادرة على النجاح في الحياة بأكملها.

المقال السابق المقال التالي

اترك تعليقًا الآن

تعليقات

يتم مراجعة التعليقات قبل نشرها